أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، وجوب مواجهة الأفكار المضللة والكفاح ضدها، مشددًا على جميع المؤسسات وخصوصًا الدينية، مواجهة الخطابات التى تستغل الفضاء الإلكترونى لبث أفكارها المغلوطة، فيما حذر الدكتور محمود الهوارى، الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، من خطورة إفساح المجال للدعوات الهدامة التى تتنكر للتراث وتحاول أن تسقط الرموز.
وقال المفتى، فى تصريحات، إن الفكر المتطرف يعدُّ أحد أكبر التحديات التى تواجه عملية بناء الوعى الرشيد؛ فالأفكار المتطرفة قد تتغلغل فى عقول الأفراد وتؤثر على سلوكهم وتصوراتهم فى أى مجتمع، مما يشكل تهديدًا للسلم الاجتماعى والتعايش السلمى فيه، مشددًا على أن جميع المؤسسات وخاصة الدينية عليها بذل المزيد من الجهود لمواجهة الخطابات المعوِّقة للتقدم والتى تستغل الفضاء الإلكترونى والذكاء الاصطناعى فى بث أفكارها المغلوطة.
وأشار إلى أننا فى حاجة ماسة لمزيد من الكفاح ضد الأفكار المتطرفة؛ بالسير فى محورين، المحور الأول هو محور الوقاية، والثانى هو محور العلاج، موضحًا أن كلا المحورين يهتم ويتطلب معرفة المستهدف من الخطاب الدينى والإفتائى والتعامل معه وَفق ثقافته وعقليته، مؤكدًا أن منهجية دار الإفتاء فى إصدار الفتاوى هى منهجية علمية موروثة، فلدى علمائها منهجية منضبطة وخبرات متراكمة، وهذه المنهجية العلمية لا تتوافر فى المجموعات الإرهابية وأصحاب الفكر المتطرف.
من جهته، حذر الدكتور محمود الهوارى، الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، فى خطبة الجمعة بالجامع الأزهر، من خطورة إفساح المجال للدعوات الهدامة التى تتنكر للتراث وتحاول أن تسقط الرموز والتى هى فى الأصل مكائد تستهدف عقول الشباب لتعبث بها وتنتزع منها هويتها، وهذا هو أخطر ما تعرضت له الحضارة الإسلامية عبر تاريخها، كما أن انتشار الجدل فى المجتمعات هو بمثابة إنذار بسقوطها.
وأكد «الهوارى» فى خطبته حول الصراع بين الحق والباطل، أن الباطل دائمًا ما يحشد جنده من أجل محاربة الحق، ولا يأنف أن يستخدم أقذر الأسلحة فى سبيل ذلك؛ فلا مبادئ ولا أخلاق فى صراعهم ضد الحق، وبالنظر فى زماننا نجدهم يلجأون لتشويه صورة العلماء والرموز، والتشكيك فيما بين أيديهم من تراث الأمة وإنتاجها العلمى، الذى تكوّن نتيجة جهد الأفذاذ من الأجيال السابقة، ولم يقف الصراع عند هذا الحد، وإنما يعمدون لسلاح آخر وهو صد الناس عن تراثهم وعلمائهم من خلال ادعاءات بتراء وحجج عرجاء، لكنهم يغلفونها فى صورة
النصح والإرشاد.
وأوضح أن التراث الإسلامى زاخر بكل مقومات التقدم والتطور، التى كانت هى النواة الحقيقية للحضارة الإسلامية التى بلغت شأنًا كبيرًا بين الحضارات، وحوربت من خلال محاولات تشكيك المسلمين فى تراثهم، الذى هو المنطلق الحقيقى للرقى والتحضر.