قال رئيس المجلس المصرى للشؤون الخارجية، السفير محمد العرابى، إن مصر تقف سدًّا منيعًا أمام مخططات تصفية القضية الفلسطينية، وهى التى حركت المسار نحو الاعتراف المباشر بالدولة المستقلة، والذى بدأت دول العالم اليوم التوجه إليه، الأمر الذى يُعد خطوة مهمة فى حل الصراع المستعصى فى الشرق الأوسط منذ 76 عامًا.وشدد «العرابى»- فى كلمته أمام جلسة «الشرق الأوسط فى مجال الأمن والتأثير العالمى.. الجهات الفاعلة القديمة، والتنمية الجديدة»، بـ«منتدى أمن البحر الأسود والبلقان»، فى نسخته الثامنة التى ينظمها مركز الاستراتيجية الجديدة فى العاصمة الرومانية بوخارست- على أن مصر بذلت جهودًا هائلة منذ بدء العدوان الإسرائيلى الدموى على قطاع غزة فى محاولة للتوصل إلى وقف القتال وإطلاق النار، منوهًا بأن القاهرة خاضت مفاوضات شاقة مع إسرائيل وحماس بناءً على مطالبات وإلحاح من إسرائيل والولايات المتحدة نظرًا لخبرة واحترافية مصر الطويلة فى ملف التفاوض بين الإسرائيليين والفلسطينيين.وأكد «العرابى» أن الحملات المغرضة، التى تحاول التشكيك فى دور مصر، لن تغير التاريخ الشاهد على الأثمان الفادحة التى دفعتها مصر من أجل نصرة حقوق الشعب الفلسطينى، كما أنها لن تُثنى مصر عن مواصلة الاضطلاع بدورها ومسؤوليتها ودفع وتشجيع بلدان العالم على الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة والتوجه إلى حل الدولتين.وأوضح أن القرار الإيجابى الذى اتخذته كل من النرويج وإسبانيا وأيرلندا باعترافها بالدولة الفلسطينية المستقلة يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق حل الدولتين، ويمثل انتصارًا للحق بعد عقود طويلة من الظلم.ودعا «العرابى» دول العالم إلى إعطاء الشعب الفلسطينى حقه المشروع عبر الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة لنصرة الحق والعدل وتحقيق السلام والاستقرار العالمى، مستشهدًا بالاضطرابات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط نتيجة استمرار الحرب وكذا انتفاضة الجامعات والشعوب الغربية ورفضهم سياسة الفصل العنصرى التى تنتهجها حكومة تل أبيب.وحذر من استمرار التصعيد فى جنوب قطاع غزة، الذى احتمى فيه المدنيون من الموت والنيران، منذرًا بأن سيطرة إسرائيل على معبر رفح من الجانب الفلسطينى الذى تدخل منه معظم المساعدات الإغاثية تصب فى مصلحة مخطط «حكومة تل أبيب» الهادف إلى تجويع وإبادة الفلسطينيين داخل القطاع.