
فى كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوى بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس فى الإسكندرية، ووسط حضور شعبى وكهنوتى مكثف، ترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى الساعات الأولى من صباح أمس، قداس أول أيام السنة القبطية الجديدة (1741 للشهداء).
وكان البابا صلى، مساء أمس، عشية عيد النيروز «رأس السنة القبطية الجديدة» فى المقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، وبعد صلاة العشية عقد لقاءً مع زوجات الآباء الكهنة، استمع خلاله لهن وأجاب على أسئلتهن وناقش مقترحاتهن، ثم ألقى كلمة هنأ فى بدايتها أبناء الكنيسة القبطية فى كل أنحاء الكرازة المرقسية ببداية السنة القبطية الجديدة والمعروف بعيد النيروز، ونوّه بأن عيد النيروز تحتفل به الكنيسة القبطية والإثيوبية وهو عيد الشهداء فى كل العصور.
وعقب انتهاء لقاء زوجات الكهنة، شاركهم البابا فى مائدة طعام ووزع عليهم هدايا تذكارية.
وبدأ المصريون، أمس، العام المصرى الجديد 6266، وهى مناسبة لا تتكرر فى العالم كله، وقال القمص تواضروس متياس، الباحث فى التاريخ، إن الاحتفال برأس السنة المصرية للعام 6266 هو أقدم الأعياد فى العالم.
وأضاف القس يوساب عزت، أستاذ القانون الكنسى، أن التقويم القبطى الحالى ينقص عن التقويم الميلادى بـ 284 سنة، وذلك لأنه مع احتلال مصر من الرومان، أوقفوا العمل بالتقويم المصرى، واستخدموا التقويم الرومانى، وأعيد استخدام التقويم المصرى القديم من قبل مسيحيى مصر فى أواخر القرن الثالث الميلادى، بعدما تولى دقلديانوس الإمبراطور الدموى الحكم عام 284 ميلادية واضطهد المسيحيين وقتل الملايين، أكثرهم من الأقباط، وسمى عهده «عصر الاستشهاد»، ومن هنا أصبح اسم التقويم المصرى القديم «تقويم الشهداء».
وسهرت كنائس مصر الأرثوذكسية والكاثوليكية فى قداسات حتى صباح أمس، وتم توزيع ثمرات البلح والجوافة فى الكنائس فى شكل معايدة عيد النيروز والاحتفال بأول أيام السنة القبطية الأربعاء 12 سبتمبر الموافق 1 توت من كل عام.
ويقول الدكتور ارسانى رضا، أمين عام الخدمة بكنيسة الأنبا بيشوى بالمنيا الجديدة، تناول الأقباط للبلح والجوافة له معنى رمزى وبعد روحى، إذ يرمز البلح إلى دم الشهداء، وقلبه الأبيض يدل على نقاء سيرتهم، أما نواته فصلبة لا تنكسر رمزًا لصمود الشهداء رغم العذابات الكثيرة، ونفس الرمز بالنسبة لثمرة الجوافة التى تمتاز بقلبها الأبيض وبذورها الكثيرة مثل عدد الأقباط الشهداء.