نعرف جميعًا أن المجتمعات والدول في حاجة إلى النمو والتطوّر، وأن التأخير في محاولة الوصول إلي ذلك الهدف كفيلٌ بتقهقرها وعيشها خارج سياق التاريخ.
المملكة العربية السعودية، تعيش علي مدي السنوات الماضية وحتي الآن قفزات تطور هائلة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا في الوقت نفسه، في عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين – حفظهما الله -.
ما تشهده المملكة هو في حقيقة الأمر عصرَ نهضةٍ سعودياً حقيقياً خالصًا، لا يقلّ بأي حال من الأحوال عمّا شهدته أوروبا سابقاً من نهضة انتقلت بموجبها إلى سيادة العالم.
في مثل هذا اليوم من عام 1351هـ، الموافق 1932م، سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة بطولية حافلة قادها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، وتمكن رحمه الله من تجميع شتات المملكة.
نظم الملك عبد العزيز رحمه الله دولته الحديثة على أساس من التحديث والتطوير المعاصر، إذ أنشأ عدداً من الوزارات، وأقامت الدولة علاقات دبلوماسية وفق التمثيل السياسي الدولي المتعارف عليه رسمياً، وتم تعيين السفراء والقناصل والمفوضين والوزراء لهذه الغاية، كما اهتم طيب الله ثراه كثيراً بدعم القضية الفلسطينية التي كانت تمثل قضيته الأهم على الساحة، وعندما تأسست جامعة الدول العربية في القاهرة عام 1365هـ، 1945م كانت المملكة من الدول السباقة والداعمة لقيام الجامعة وتأسيسها.
وانضمت المملكة ومنذ انطلاقها إلى العديد من المنظمات والاتفاقيات الدولية، نتيجة لثقلها الكبير في موازين القوى ودورها المحوري في دعم المبادرات التي تدعم مستقبل الأمم والعالم لما فيه الخير للجميع، لذلك كانت من أوائل الدول التي وقعت ميثاق هيئة الأمم المتحدة.
ويستعيد أبناء المملكة العربية السعودية ذكرى توحيد البلاد، وهم يعيشون واقعاً جديداً، خطط له خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- يحفظه الله- واقعاً حافلاً بالمشاريع الإصلاحية، بدءاً بالتركيز على إصلاح التعليم والقضاء، مروراً بالإصلاح الاقتصادي والصناعي والصحي والاجتماعي، والذي تمثله “رؤية السعودية 2030″، إضافة إلى ما بذلته المملكة من جهود متميزة في خدمة الأمتين العربية والإسلامية وترسيخ مكانتها في المحافل الدولية والعالمية، بفضل الإرادة السياسية الثابتة لخادم الحرمين الشريفين وصولاً إلى بناء مجتمع متماسك، عماده الوحدة الوطنية.
لا شك أن ما تعيشه المملكة العربية السعودية من نهضة وتطور منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز “طيب الله ثراه” مرور بما حققه أبناؤه البررة حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي يشهد نقلة حضارية تنموية من خلال العديد من الشواهد والمنجزات التنموية والتطويرية على كل الأصعدة والمجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وبناء الإنسان السعودي والمكانة المميزة التي تتبوأها المملكة بين دول العالم، وما تملكه من موارد طبيعية وبشرية متطورة وموقع جغرافي مميز، وما تمثله من ثقل سياسي واقتصادي، ومكانة رفيعة جعلت العالم ينظر إليها بكثير من التقدير والاحترام، وكل هذه المعطيات سوف تسهم بشكل مؤثر وسريع في تحقيق وإنجاح أهداف رؤية المملكة 2030.
إن ما شهدته المملكة وما ستشهده، هو ثورة ثقافية وتمرد على عادات وقيود تاريخية، نهضة اقتصادية ونجاح كبير فى تذليل العقبات وتمهيد الطريق لتعظيم الاستثمارات السعودية والأجنبية، بالإضافة إلى فتح المجال للمرة الأولى أمام السياحة الترفيهية فى المملكة، وقد أدى ذلك كله إلى تحقيق معدل نمو اقتصادي تجاوز ٨٪ في العام ٢٠٢٣-٢٠٢٢.
ولعل إدراك المملكة الحاجة لكسر الاعتماد الاقتصادي على النفط كان أمرًا جيدًا إذ أن الاقتصاد لن يستطيع الازدهار مستقبلًا من دون تنويع مصادر الدخل وكسر الاعتماد المُطلق على النفط والتركيز على تنمية رأس المال البشري في المملكة، لذا كان من الضروري إجراء تغيير يضمن المضي في مسيرة النموّ والتطور المستقبلية، ونجحت المملكة في تحقيق إيرادات غير نفطية قياسية، بعد أن كان الاعتماد على النفط بنحو 90 % من الدخل.
وتسهم رؤية المملكة 2030 في دعم القطاع الخاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية، وتطوير القطاعات التي تعكس الميزة التنافسية والأهمية الاستراتيجية للموقع الجغرافي.
كل الاحترام والتقدير لقيادة وإدارة سعودية وطنية واعية ومخلصة سيسكتبها التاريخ على صفحاته بحروف من ذهب.