أخبار

باسم غازي يكتب: “مشكلات المعلمين التي تقف علي باب وكيل أول الوزارة”

يجتهد السيد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، في ملاحقة مشكلات التعليم في مصر، إرث ضخم من الأزمات يتراكم بين أروقة الوزارة، زيارات واجتماعات علي مدار الساعة للتعامل مع ملفات تستحق أن توصف بأنها ملفات أمن قومي، ومع التقدير لكل تحركات السيد الوزير إلا أن زيارة واحدة لديوان أي إدارة أو مديرية تعليم علي مستوي مصر ستكتشف أن ما لم يتصدر له الوزير من مشكلات هي أضعاف ما يحاول أن يقدم حلول له.
15 يومًا قادتني قدماي خلالها لزيارة مديرية التربية والتعليم بالقاهرة عاصمة مصر، شاهدت فيها من المشكلات ما لا يستوعبه مقال واحد ولا مائة مقال، قصدت المديرية لانهاء إجراءات طلب تعديل ندب لشقيقي من إدارة إلي إدارة أخري و الحمد لله فشلت؛ لكن رصدت خلال هذه الفترة عشرات المشكلات لمعلمين آخرين يتوسلون لحل مشكلاتهم.
عند الدخول لمبني المديرية وبعد أن تعبر 3 موظفين يجلسون أمام دفاتر كبيرة لتسجيل أسماء من يدخل زائرًا يقابلك جهاز مصعد ذو طابع وطبائع خاصة و يعرف طريقة تشغيله موظفي المديرية فقط، ولو كنت زائرًا فالسلم هو طريقك للوصول إلي المكتب الذي تريده.
في الطابق الأول يتواجد مكتب مدير المديرية، وحقيقة الرجل متواجد دائمًا داخل ذلك المكتب مكيف الهواء و ملاصق له غرفة السكرتارية وفيها عدد من الموظفين الذين يفعلون ما يؤمرون، وكيل أول الوزارة يستقبل – وكان الله في عونه – مئات الأشخاص داخل مكتبه يعرضون عليه ما يعرضون، وفي الخارج مسؤولو المكتب و أحدهم يدعي “علي” يحرك كل صاحب طلب إلي الجهة التي قد لاتكون لها علاقة بما يطلب لكن الأهم ألا يزعج السيد وكيل الوزارة الذي لديه داخل مكتبه “مهام ثقال”، “عم علي” هكذا ينادية باستعطاف كل صاحب مشكلة والرجل وبكل ثقة يوجهه إلي مكتب التعليم العام أو غيره من المكاتب، ولزيادة الثقة فيما يقول وحتي يبتعد صاحب الطلب عن مكتب وكيل الوزارة يزّيل كلمته لصاحب المشكلة بالقول “قول لفلان أنا جاي من طرف علي”، “السيم” الذي وضعه السيد علي لا أعرف إن كان السيد وكيل الوزارة الجالس داخل مكتبه المكيف يعرفه أم لا.
انتظرت لقاء وكيل الوزارة نحو ساعتين ولم أستطع لقائه رغم اتصالي به علي الهاتف و ارسال رسائل علي تطبيق “واتس آب”، تدخل أحد مسؤولي المكتب و اجتهد للمساعدة ولما طلبت منه التواصل مع السيد وكيل الوزارة أخبرني أنهم يمثلون سيادته مع كل موظفي المديرية، ورغم فشل محاولة الموظف ويدعي محمد – ويخبيء بعضًا من حبات العنب في درج مكتبه -، ربما لمساعدته في تحمل يومه الطويل الشاق، إلا أنني شكرته علي تدخله، وقبل أن أنسي، كنت من ضمن الناس الذي فشل “سيم” الأستاذ علي في حل المشكلة بعد أن أخبرني بالذهاب لموظف سأحكي لكم قصته وقصص كثيرة في إدارة التنسيق و مكتب تلقي طلبات الانتدابات في مقالات أخري.
وحتي لا أطيل علي من يقرأ أوجه كلامي للسيد وكيل أول الوزارة، أرجوك تخلص من الحاجز الموجود بينك وبين القائمين علي العملية التعليمية، استمع لمشكلاتهم وأعرف أنها كثيرة، تجول بين أروقة المديرية وشاهد المعاناة التي تسكن وجوه الداخلين والخارجين من وإلي مبناكم العظيم، المعلمون هم ساعديك، أولياء الأمور الذين يبحثون عن شخص ينهي أوراق تحويل أبنائهم من مدرسة إلي أخري لهم حق عليك، السيد وكيل الوزارة استمع لأصوات المظاليم الواقفين علي بابك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى