
في شهر مارس الماضي أكرمني الله بطفل سميته كريم، هو الآن لا يتجاوز الخمسة أشهر، قال لنا طبيب الأطفال وحديثي الولادة، إنه لا مانع من تناوله “لبن زبادي” إلي جانب وجبته من الرضاعة، شدد الطبيب علي أن الشركات المنتجة للزبادي في مصر كثيرة لكن هناك أسماءً معروفة بعراقتها وقدمها في السوق وشدد علي أن نتعامل مع منتجها، “المراعي” كانت الشركة التي اختارها لنا الطبيب إذ أن خبرتها والجودة و مميزات أخري في التصنيع تجعلها الأقوي بين شركات منافسة. سريعًا قررت الشراء لطفلي ومن سوبرماركت كبير في منطقة المعادي اشتريت علبة وحيدة بعد أن نصحتني زوجتي بالتجربة في علبة حتي يستسيغ طفلنا طعم المنتج فإن أعجبه نستمر عليه، نفذت الطلب مثل كل الأزواج في مصر، من داخل ثلاجة السوبر ماركت التقطت علبة مدون عليها تاريخ الإنتاج و مدة الصلاحية التي كانت بعد أسبوع كامل، التقطت كاميرات السوبرماركت صوري وأنا أشتري علبة الزبادي وصلت لمنزلي وأوصيت ابنتي الكبري أن تعد وجبة شقيقها، لا شك عندي علي الإطلاق في جودة “المراعي” نأكلها في رمضان بعد السحور أنا وملايين المصريين غيري، نثق فيها، نعرف أنها لا تغامر ولن تغامر بصحة المصريين الذين هم مصدر دخلها و بقائها واستمرارها في السوق، فتحت ابنتي علبة الزبادي وصرخت بعد أن أدهشها لون الزبادي وقد تحول للأخضر المغطي بطبقة من العفن، أسرعت لأنظر وكانت المفاجأة، سريعًا راجعت تاريخ الانتاج ومدة الصلاحية وكانت غير فاسدة، أسئلة كثيرة دارت في ذهني، هل وصل الإهمال في صحة المصريين إلي هذه الدرجة، حاولت التحري حول ما إذا كانت العلبة بها ثقب أو منفذ ساهم في تسرب الهواء إليها فأدي لفسادها، قمت بتصوير العلبة بهاتفي و سريعًا ذهبت للسوبر ماركت ليفاجئني البائع أن العلبة موجودة في الثلاجة مثل عشرات العلب الأخري، طلبت رقم مندوب التوزيع أو شخص من المتعاملين معه من شركة “المراعي” فأعطاني رقم السائق الذي يورد له، تواصلت معه وأنكر الرجل أن يكون له علاقة بالموضوع، اتصلت بالخط الساخن للشركة وسجلت الشكوي من منتجهم لأتلقي اتصالا من موظفة فيها استفسرت مني عن المشكلة وراسلتني علي تطبيق الواتس آب و طلبت مني الفيديو الخاص بعلبة الزبادي التي سلمتها للبائع في السوبر ماركت، المقال القادم سأحكي لكم عن اتصالات كثيرة تلقيتها من الشركة حتي مراسلتي للشركة الأم و إخطارهم بالشكوي، وباختصار إلي أن ألقاكم منتج شركة المراعي كان سيقتل طفلي لولا فضل الله و انتباه ابنتي “خدوا بالكم”.